صَعب مانشستر يونايتد مأموريه في احتلال المركز الأول للمجموعة الأوروبية الثالثة بتعادل ثالث في المجموعة مع بنفيكا 2/2 على ملعب أولد ترافورد لحساب الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا، سجل لمانشستر يونايتد "بيرباتوف وفليتشر" وسجل لبنفيكا "فيل جونز بالخطأ في مرماه وبابلو إيمار".

وسيتأجل حسم موقف المجموعة للجولة الأخيرة التي سيحل فيها الشياطين الحمر ضيفاً على بازِل السويسري الذي استعاد آماله في الترشح بالفوز العريض الذي حققه على نادي أوتيلول جالاتي الروماني بثلاثية لهدفين وضعته في صورة المتأهلين برصيد 8 نقاط بفارق نقطة عن مانشستر يونايتد المتصدر بفارق الأهداف عن بنفيكا.

وتقدم بازِل بثلاثة أهداف دفعة واحدة خلال الشوط الأول لكن مع الشوط الثاني حاول أوتيلول العودة لمجريات المباراة بتسجيل هدفين صعبا من اللقاء على رفاق "ألكسندر فراي" الذين اتحدوا للخروج بالنقاط الكاملة للمنافسة على التأهل للدور الاقصائي حتى ولو على حساب مانشستر يونايتد في الجولة الأخيرة كيف لا وهم الذين سبق لهم إحراج ليفربول وإبعاده عن البطولة عام 2002 بقيادة كريستيان جيمينيز.

فاجأ المدرب الأسكتلندي "سير أليكس فيرجسون" أنصار مانشستر يونايتد بتشكيل غير متوقع في المناطق الهجومية وتغيير تكتيكه من 4-4-2 لـ4-5-1 حيث تواجد المهاجم البلغاري "بيرباتوف" في المناطق الأمامية بمفرده رغم أنه لا يشارك في الفترة الماضية بصورة أساسية ويكتفي بدقائق قليلة في الدوري المحلي نظراً لتألق واين روني مع هيرنانديز، وكان من المتوقع مشاركة هذا الثنائي بصورة أساسية خاصةً بعدما أكد موقع مانشستر يونايتد جاهزية روني البدنية والجسدية للعب حيث كان قد تعرض لإصابة طفيفة قبل يومين في التدريبات.

وتواصلت المفاجآت غير السارة لمانشستر يونايتد حين تَمكن بنفيكا من إحراز هدف السبق في الدقيقة الثالثة بعدما فشل المدافع "فيل جونز" في إبعاد عرضية الأرجنتيني "جاتيان" من الجهة اليمنى ليحولها داخل شباك دي خيا.

الهدف نزل كالصاعقة على فيرجسون وأربك حساباته منذ البداية ولكن المهاجم البلغاري المُخضرم "بيرباتوف" تدارك الأمور له مُتمكناً من تسجيل هدف التعديل في الدقيقة 30 بعد سلسلة من المحاولات على مرمى الحارس أرتور.

قصة الهدف بدأت من عند أشلي يونج البعيد عن المشاركة منذ مباراة مانشستر سيتي التي انتهت بخسارة اليونايتد 6/1 بداعي الإصابة، ومرر لاعب أستون فيلا السابق كرة أرضية طولية من العمق على الجهة اليسرى للويس ناني الذي موه وراوغ ماكسي بيريرا ليتمكن من إرسال عرضية عكسية بيمناه من تلك الجهة وفي ارتفاع قاتل حّول "بيرباتوف" الكرة برأسه في الشباك على أقصى يسار الحارس أرتور الذي ارتمى عليها لكن من دون جدوى.

وأجبر بنفيكا أصحاب الأرض على التعادل 1/1 في الشوط الثاني ليتأجل الحسم للشوط الثاني الذي كان أكثر اشتعالاً وسخونة بعدد كبير من الفرص والهجمات لكلا الفريقين.

وكاد فابيو دا سيلفا يُسجل هدف التقدم لمانشستر يونايتد مع بداية الشوط الثاني لكن الحارس أرتور تصدى للكرة ببراعة.

وبعد سلسلة من المحاولات بالذات من الطرف الأيسر للملعب، مرر الفرنسي باتريس إيفرا عرضية أرضية مُحكمة للمتوغل في عمق دفاع بنفيكا "فليتشر" والذي قابل الكرة حسب المعاد بباطن القدم في الشباك معلناً عن هدف التقدم في الدقيقة 59 والفرحة العارمة.

لكن الفرحة لم تدم كثيراً ففي الدقيقة 61 رد بنفيكا بضغط شرس على حائز الكرة من منتصف الملعب ليُجبر ذلك "فيل جونز" على إعادة الكرة لحارسه "دي خيا" الذي لم يُحسن التصرف بتمريرة قصيرة قصها الجناح الأيسر لبنفيكا "برونو سيزار" الذي مررها عرضية قوية ارتطمت في جسد ريو فرديناند الذي فوجيء بها لتسقط أمام المتابع "بابلو إيمار" ليُكلل مجهوداته الرائعة طيلة أحداث المباراة بوضعها في الشباك.

شعر اليونايتد بالخطر فحاول اغلاق مفاتيح اللعب على بنفيكا وساعده على ذلك التغييرات التي أجراها المدرب "خوردي خيسيوس" بسحبه بابلو إيمار وجاتيان، ولكن فيرجسون كذلك ساعد بنفيكا بتأخير نزول هيرنانديز في الوقت الذي بدأ فيه بيرباتوف يَفقد تركيزه.

وأهدر بيرباتوف هدف لا يضيع في الدقيقة 78 عندما تسلم كرة عرضية جاءته من الجهة اليمنى تعامل معها بتسرع رغم انفراده بالحارس أرتور، ليضعها فوق العارضة بعيدة وسط خيبة أمل أنصار اليونايتد.

وكاد البديل "رودريجو" يُدمر الموسم الأوروبي لمانشستر يونايتد في الدقيقة 88 لكن رحمة السماء منعت حدوث ذلك.

فقد مَر رودريجو بمهارة عالية من فليتشر ثم فيل جونز على جهة اليسار وصوب من الوضع راكضاً كرة ذكية ذهبت على يمين دافيد دي خيا لكن الكرة بدلاً من انحرافها ناحية الزاوية الضيقة ذهبت بياردة واحدة جوار القائم خارج الملعب، وانتهت بعدها المباراة بهذه النتيجة دون فرص حقيقية للشياطين الحمر والفضل للتنظيم الدفاعي الكبير لبنفيكا في الدقائق الـ10 الأخيرة التي دائماً ما ينشط خلالها اليونايتد.

جدير بالذكر أن قوانين الاتحاد الأوروبي تساعد بنفيكا على تصدر المجموعة، فإذا فاز مانشستر يونايتد على بازل وفاز بنفيكا بهدف وحيد على أوتيلول جالاتي في المباراة الأخيرة سيضمن الفريق البرتغالي الصدارة رغم أن رصيد أهداف مانشستر أعلى، لكن بنفيكا الاتحاد الأوروبي ينظر لمجموع مباراتين الفريقين المتعادلين في نفس رصيد النقاط بصدارة مجموعات دور الـ32 وبنفيكا قد تمكن من تسجيل هدفين على ملعب أولد ترافورد أي أكثر من مانشستر بهدف.

م.ن